(لايفات) أصحاب الشغل الفارغ
انتشرت ظاهرة (اللايف) على المواقع الالكترونية التي يخوض فيها الجهال في كل شيء بداية من زرع النعناع و انتهاء بالشؤون الدبلوماسية و الخارجية، فالوجوه التي احتلت (اللايفات) في أغلبها وجدت في البث المباشر على المنصات الالكترونية طريقا للثروة عن طريق الثرثرة، فصار من هب ودب يخوض مع الخائضين ويقول و يتقول ويتكلم دون بينة أو اثبات حتى صار الجاهل أستاذا يوزع الوعي على الدكاترة و الأساتذة و صار الرويبضات و الامعات ب(لايف) واحد يحصدون أكثر من مليون مشاهدة و عشرات الآلاف من الردود المساندة و المعارضة و الشاتمة و التي لا تعقل أو تعقل و تغفل، و في الأخير تجد المرء من هؤلاء الذين اتخذوا من اللايفات وسيلة للاسترزاق لا يعدو أن يكونوا مجرد عملاء لعدو الداخل و الخارج تورطوا في خيانة الوطن و ورطوا السذج أصحاب الآفاق المحدودة و الذين يطبلون لكل صوت معارض و لكل شائن الطباع لعان سباب لاصله و فصله وشعبه و وطنه، و تابعوا ان شئتم كل صاحب لايف ان قدم معلومة تفيد الناس بالدليل و الوثيقة، فأغلب هؤلاء اشتهروا بعد أن صار الإعلام عندنا في مستوى الحضيض فوجد الناس ضالتهم في الذين يكذبون عليهم و يكثرون الكلام أكثر من الفعل و يتحدثون بلسان غيرهم، و بعضهم صار اشهر من نار على علم لا لسبب سوى انه في كل (لايف) يسب الشعب و يسب الجميع و هو خلف هاتفه النقال في روما أو باريس او لندن و كل مستواه انه خريج شوارع و حظه انه حرق في (بوطي) ذات يوم و صدفة و جد نفسه في بلاد الناس يعطي (دروس الوعي) بإشعال النيران بين الشعب الواحد و تأليب فئة على أخرى و تحريض الشباب على مؤسسات دولتهم ثم توريطهم في قضايا كبيرة تؤدي بهم إلى خلف الشمس، و لكم مثال في الدركي المنشق الذي (شرب جرعات زائدة من أساتذة الوعي) فوجد نفسه متورطا في منظمات إرهابية و خيانة الوطن و خاتمتها ترحيله من أوروبا ليواجه مصيره اليوم أمام العدالة، كل هذا حدث دون أن يخسر عليه أساتذته في الوعي دينارا و لا درهما ولا أورو و لا دولار