بين المعارضة و العمالة

في لقاء اجرته قناة بي بي سي البريطانية مع وزير خارجية العراق الأسبق طارق عزيز في عهد الرئيس الراحل صدام حسين، سأله الصحفي عن المعارضة في الخارج، فرد عزيز بأنه لا توجد معارضة في الخارج و لكن مجرد لصوص و خونة و مرتزقة، و فعلا كما قال الوزير فحين سقط العراق و احتلت القوات الأمريكية بغداد،

اقتسم خيرات البلاد و أموالها اللصوص الذين كانوا في الخارج و يسمون أنفسهم معارضة و جاؤوا مع المحتل ليكونوا عونا له، و النتيجة يعرفها الجميع و الكل يرى كيف اصبح العراق في ظل حكم اللصوص و المرتزقة، و في الحرب العالمية الثانية قرر جنرال الماني الانشقاق عن هتلر و فر نحو بريطانيا طالبا اللجوء،

فرح البريطانيون بهذا الصيد الثمين معتقدين ان هذا المعارض الفار سيبيع بلده و يقدم معلومات كثيرة عن ألمانيا، إلا أن الرجل رفض رفضا قاطعا التعاون و قال قولته الشهيرة انا معارض لهتلر و لست خائنا لبلدي، و حاول العودة لبلاده ومواجهة الموت على ان يصبح عميلا في لدى حكومة الملكة، إلا أنه تم رفض عودته و عذبه الانجليز و نكلوا به ليبوح بأسرار عن جيشه لكنه رفض.

المشكلة اليوم في بلادنا ان الكثير ممن يحسبون انفسهم معارضة لم يعودوا يفرقون بين معارضة نظام و العمالة للعدو، فصار الكثير ممن يطلبون اللجوء مجرد عملاء و مع الأسف الشديد صار لهؤلاء العملاء أنصار في الداخل يعتقدون أنهم يتبعون معارضة في الخارج،

فهل تعتقدون أن باريس ولندن و العواصم الغربية تمنح الجنسية و الامتيازات لمن يصنفون أنفسهم في خانة المعارضة لسواد عيونهم و سمرة بشرتهم؟

هؤلاء لا يختلفون عن اللصوص في العراق الذين جاؤوا على ظهر دبابة مع المحتلين و باعوا العراق و تاريخه و شعبه و جيشه في سوق العمالة مقابل بعض الامتيازات التي لا تتعدى سهرات ليليلة وبعض الأرصدة البنكية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى