لماذا يحاول البعض رفع اسعار الخبز ..؟

لا شك في أن ازمة الفرينة التي أدت إلى اختلالات في تزويد المواطن بالخبز هذه الأيام مثلها مثل الأزمات الأخرى كالحليب والزيت والسكر التي تحاول جهات معينة من خلال اختلاقها مسك الجزائري من بطنه، وعلى ذكر ازمة الفرينة و الخبز أذكر ما صرح لي به وزير وسفير سابق عن الطريقة التي يتم بها اقتناء القمح وتبذير الملايير في هذه الصفقات التي تصب عائداتها مباشرة في جيوب الفرنسيين في فترة تسيير الحكومة من قبل احد رؤساء الحكومات المحكوم عليه من طرف العدالة والمتواجد حاليا في السجن، يروي لي هذا المسؤول ” والتصريح مسجل ومصور” حين كان سفيرا في إحدى الدول العربية المعروفة بإنتاجها للقمح أنه تدخل لدى هذه الدولة من اجل تموين الجزائر بالحبوب وتخليص الجزائر من الندرة والمضاربة التي تسببت فيها السياسات العرجاء للحكومات التي كانت تعتمد على الاستيراد، يقول لي الوزير والسفير أنه استطاع إقناع مسؤول كبير في تلك الدولة العربية بأن تزود بلاده الجزائر بكميات كبيرة من القمح، والمفاجأة يقول السفير أن حكومة تلك البلاد واكراما للجزائر واحتراما لها قررت بيع تلك الشحنات بأقل من سعرها في السوق الدولية، وبدلا من أن يسارع رئيس الحكومة في تلك الفترة بإبرام تلك الصفقة وحفظ كرامة الجزائريين من الابتزاز الغربي و خاصة الفرنسي راح يماطل ويسوف، وفي الأخير قبل على مضض باستيراد كمية قليلة جدا، وبعدها بأسابيع سارع بإبرام صفقة أخرى كبيرة مع الفرنسيين لتموين السوق الجزائرية بالقمح الفرنسي بضعف ثمنه في السوق الدولية.

واليوم يمكن ان نفهم لماذا ظهرت أزمة الفرينة، والسبب واضح ويتعلق بقطع الطريق أمام القمح الفرنسي بعدما اختارت الجزائر ان تستورد ما ينقصها من حبوب من دول اخرى وخاصة روسيا، وهو الأمر الذي لم يعجب باريس وكلاءها هنا فظهرت هذه الأزمة في انتظار أزمات أخرى كلما خطت الجزائر خطوة تقطع بها اي خيط يربطها بفرنسا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى