لبنان: مساع لتشكيل حكومة جديدة لمواجهة الأزمة المتعددة الأبعاد
![](https://www.cdn.elmashhad-news.dz/wp-content/uploads/2021/09/Untitled-1-1.png)
تتواصل المساعي في لبنان لتشكيل حكومة جديدة تتبنى اصلاحات حاسمة لإخراج البلاد من الأزمة متعددة الأبعاد التي تتخبط فيها منذ أكثر من عام.
وفي هذا السياق, كشف نجيب ميقاتي رئيس الوزراء اللبناني المكلف, في تصريح بعد اجتماعه في وقت سابق , مع الرئيس عون حول استكمال البحث في ملف تشكيل الحكومة اللبنانية, أن بلاده باتت قريبة من تشكيل الحكومة, وأنها “على بعد أمتار” من هذا الهدف.
وقال ميقاتي”نحاول أن نحل موضوع الحكومة بطريقة ملائمة للجميع وأن تكون حكومة قادرة على مواجهة الواقع (… ) جميعا نعرف الصعوبات وأنه يجب أن نكون يدا واحدة “, مشددا على أنه “يجب أن تتضافر الجهود لتشكيل حكومة قادرة على القيام بالواجبات”.
ووصف ميقاتي, اللقاء مع الرئيس عون ب “الإيجابي”, قائلا إنهم في الأمتار الأخيرة من تشكيل الحكومة, معبرا عن أمله في أن تبصر الحكومة الجديدة النور قريبا.
وأضاف أن “هناك بعض العقبات التي لا تزال موجودة ونعمل بجهد على إزالتها”, مؤكدا أن اللقاء مع عون لم يتطرق إلى ملف البرنامج الحكومي.
وكان الرئيس عون أعلن مؤخرا, أن مسار تشكيل الحكومة اللبنانية المقبلة “سالك”, معربا عن أمله أن تتشكل حكومة قادرة على تحمل الاعباء وتواجه تراكم الأزمات بالبلاد.
وقال الرئيس عون “ان الظروف الصعبة التي يجتازها لبنان, والتي هي نتيجة تراكمات سياسات مالية خاطئة, لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تقضي على عزيمتنا في المضي قدما في معالجة تداعياتها”. واضاف أنها “ليست المرة الأولى التي يجتاز فيها لبنان صعوبات كبرى”.
كما شدد , في تصريحات له, أوردتها الرئاسة اللبنانية, على تحمل المسؤولية الكاملة في مواجهة تلك الصعوبات مهما بلغ حجم العراقيل.
تأزم الوضع الاقتصادي
يأتي ذلك, في وقت يعاني لبنان منذ صيف 2019 من تدهور اقتصادي هو “الأسوأ في العالم منذ منتصف القرن التاسع عشر” بحسب البنك الدولي , حيث بات أكثر من نصف السكان تحت خط الفقر, بينما فقدت الليرة اللبنانية أكثر من 90 % من قيمتها أمام الدولار.
وحذرت لجنة الاعلام و الاتصال في البرلمان اللبناني من خطر انقطاع الاتصالات في البلاد, وطالبت الحكومة بتأمين مادة الوقود لقطاع الاتصالات, فيما جرى الحديث عن تأخير العودة للتعليم لكل الاطوار.
في غضون ذلك, أكدت الأمم المتحدة, أن تراكم المصاعب على اللبنانيين يدل على الحاجة الماسة لتشكيل حكومة تتمتع بالدعم السياسي اللازم, وتتبنى أجندة إصلاحية “حاسمة” لإخراج البلاد من الأزمة المتعددة الجوانب التي تتخبط فيها البلاد.
و شددت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان, يوانا فرونتسكا, في تغريدة على “توتير” على الحاجة إلى معالجة أزمة الوقود وشح الأدوية لإنقاذ الأرواح في ظل نقص الإمدادات الطبية التي يعاني منها لبنان, ونقص الوقود والكهرباء الذي يؤدي إلى صعوبة تقديم الخدمات العامة الأساسية في البلاد.
من جهتها, حذرت منسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في لبنان, نجاة رشدي, من وقوع كارثة انسانية بلبنان, بسبب تأثير نقص الوقود على توفير الخدمات الصحية والمياه الأساسية في جميع أنحاء لبنان.
وقالت , في بيان لها إن “أكبر المستشفيات في لبنان قلصت أنشطتها بسبب نقص الوقود والكهرباء”, كما أدت أنظمة إمدادات المياه العامة ومعالجة مياه الصرف الصحي التي تعتمد على الوقود بشكل ملحوظ إلى تقليص نشاطات المستشفيات في جميع أنحاء لبنان بصورة جذرية, مما يترك الملايين من الناس من دون حق الحصول على المياه ويشكل بدوره خطرا على الصحة العامة والبيئة”.
وكان الرئيس اللبناني قد كلف في 26 يوليو الماضي, نجيب ميقاتي بتشكيل الحكومة بعد استشارات نيابية ملزمة مع الكتل النيابية, في أعقاب اعتذار سعد الحريري في 15 يوليو الماضي عن هذه المهمة بعد نحو 9 شهور من تكليفه بها. ويشهد لبنان أزمة سياسية جراء عدم تمكن القوى السياسية من تشكيل حكومة منذ استقالة حكومة حسان دياب في أغسطس الماضي إثر انفجار مرفأ بيروت.