الضباع البشرية
ما الذي يمكن ان نصف به التجار الذين رفعوا اسعار الزعتر والليمون لا لسبب سوى لأن الناس تطلبها بكثرة من اجل رفع مناعتهم خوفا من الوباء ؟
هؤلاء التجار يصدق فيهم مصطلح ” الفجار”، ففي الوقت الذي يتهافت أهل الخير من –الزوالية- للتبرع بمدخراتهم وتقدمت النسوة بحليهن وهدايا زواجهن على قلة حيلتهن من اجل إنقاذ الأرواح،
يقفز تجار الموت والحروب والمآسي من مكان إلى مكان بحثا عن الليمون والأوكسجين والزعتر والقرنفل للاستثمار فيه كما يستثمرون في الحديد والاسمنت والزيت والسكر والحليب وكما يستثمرون أيضا في الحياة والموت، لم يعتبروا بالجنائز التي تمر أمامهم كل يوم، ولا بالجيران والأحبة الذين يموتون أمام أعينهم بسبب جشع الفجار من التجار والضباع البشرية التي تأتي على كل شيء مثل الجراد،
ولم تترك شيئا الا واستثمرت فيه شر استثمار، ومن أغرب ما سمعت هو ارتفاع أسعار الأكفان بعدما صار الموت يتربص بالجميع ويخطف من الناس احبائهم، وحجة “الفجار” انه كلما ارتفع الطلب قل العرض وزاد السعر ولا يهم ان كان المعروض كفنا او اسطوانة أوكسجين أو قرنفل يرفع المناعة او ليمونا يصبر الناس انفسهم به،
المهم عند الضباع البشرية ان كل شيء يؤدي إلى الثروة، و ما أحقرها من ثروة حين تأتي من رفع أسعار الأكفان واسطوانات الأوكسجين .