كرة الثلج ..

منذ سنوات طويلة وشباب ورقلة لا يطالبون بالمستحيل بل فقط مناصب شغل حسب مؤهلاتهم او على الأقل ما توفر منها، و منذ العهد البائد إلى يوم الناس هذا والشباب لا يسمعون الا الوعود من الولاة ورؤساء البلديات ومديريات التشغيل ثم يرحل هؤلاء ويخلفهم رهط مثلهم يعدون ثم يرحلون وتبقى دار أهل ورقلة على حالها،
 
واليوم بعدما صارت الأمور لا تطاق خرج الشباب للشوارع للإحتجاج، وإن كان توقيت هذه الاحتجاجات يثير الكثير من الأسئلة بسبب تزامنها مع حرائق الغابات و الحرائق الاجتماعية والاقتصادية والوبائية الا انه من الواجب أن نطرح الأسئلة عن دور مديريات التشغيل في ولايات الجنوب ودور رؤساء البلديات والولاة،
 
لأن حالة هؤلاء تشبه كثيرا حالة ذلك اللاعب الذي يحمل رقم تسعة يضيع قرابة عشر أهداف في مباراة واحدة أمام مرمى خال من الحارس وأمام خط دفاع لا يوجد فيه أي مدافع،
 
أسوق هذا المثال بناء على الفرص الكبيرة التي تتاح للولاة ومديريات التشغيل و السلطات المحلية من اجل طي هذا الملف نهائيا لكنهم في كل مرة يضيعون الفرص ويرحلون دون حساب او مساءلة،
 
وفي ظل الظرف الصعب الذي تمر به البلاد فإن تجار الفتن وأصحاب الضمائر المستترة لن يتوانوا في استغلال هذه الاحتجاجات والاستثمار فيها والنفخ في نيران العجلات المطاطية وفي النيران التي تتأجج في صدور الشباب،
 
وإذا لم يتم معالجة هذا الملف في أجاله القريبة فإنه سيكبر مثل كرة الثلج المتدحرجة وكلما عجز القوم عن التحكم فيها زاد حجمها وقوتها بعدها لا يمكن لأي قوة التحكم فيها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى