اطفال الحجارة و (رجلة) الحثالة

(الرجلة) في زمن الثورة ان يحمل الطفل السلاح و يلتحق بأبيه في الجبال دفاعا عن الوطن، و كم من طفل لم يبلغ الحلم استشهد و رشاشه الثقيل على صدره ذاك كان زمن الأطفال الرجال،
أما (الرجلة) اليوم هو أن يقوم (الفكرون) برسم وشم على ساعده لسيف و يرتدي تبان فوق الفخذ في الصيف و في المساء يحمل كرسيه و يقابل شرفات الجيران و هو في الثلاثين من عمره،
و حين يغضب من والده المسن الذي لا يستطيع أن يشتري كبش العيد لقلة حيلته و ضعف مدخوله، يتجه نحو سكة الحديد و يرمي أول قطار يمر أمامه بحجر انتقاما من والده الذي لم يستطع أن يشتري له كبش العيد ليشارك به في قمار تناطح الكباش.
أسوق هذا الكلام بناء على ما حدث أول امس لسائق قطار بعد أن تم رميه بحجر و تحطيم زجاج القطار الذي أصابت شظاياه إحدى عينيه بجروح خطيرة،
و الصراحة يقف الإنسان العادي حائرا في هذه الظاهرة و يسأل نفسه أمام كل حادث مماثل، ما الذي يدفع انسان سوي يكون في أمان الله لحمل حجر و يقذف به انسان بريء ليس له معه ثأر و لا سابق معرفة؟
ان انتشار ظاهرة رمي القطارات بالحجارة يجب أن تتوقف فورا و لن تتوقف إلا بسن قوانين رادعة ترمي بقوم ( رجلة الفكرون) في آخر العالم في الصحراء القاحلة يحرث الرمال سنين عددا،
و إن كان في فلسطين المجاهدة يوجد أطفال الحجارة يواجهون مدرعات الصهاينة بالحجارة والصدور العارية،
فعندنا مع الأسف (رجلة الحثالة) يواجهون الأبرياء بالحجارة على جوانب سكك الحديد، و الفرق شاسع بين أطفال نذروا أنفسهم لقضية و طنهم و (قوم الرجلة) في حجم البغال ما زالوا ينتظرون أمهاتهم ان تشتري لهم كسوة العيد و آبائهم ان يشتروا لهم اضاحي العيد،
و اخواتهم ان يعطونهم الف دينار من اجل اقتناء حبوب مهلوسة ليكتسبوا شجاعة افتقدوها من أجل الاعتداء على الرجال الذين يحصلون على رزفهم بعرق الجبين.