تصديق الإشاعة

مباشرة بعد صلاة الفجر اصطف الناس أمام محلات بيع الحليب قبل 24 ساعة من شهر رمضان، و وفجأة بدأ الحديث عن ندرة مادة سميد والفرينة وانطلق الناس في رحلة البحث عن هذه المواد لتخزينها، إلا أن ما كشف عنه مصطفى زبدي رئيس جمعية حماية المستهلك اول امس في تسجيل مصور على صفحة الجمعية يكشف عن أمور خطيرة قد تصل الى حد المؤامرة، فقد قدم زبدي صورا لأكياس من الطحين بكل أنواعه مرمية في المزابل بالقناطير بعد ان تم تخزينها وتكديسها ولم يستطع أصحابها تسويقها بسبب الرقابة الكبيرة للسلطات فاضطر جماعة الاحتكار الى رميها بعد ان تلفت، كما قال زبدي ان الحديث عن ازمة سميد والفرينة لا أساس لها من الصحة وان من يقف وراءها هم من يريدون تسويق ما تم تخزينه من هذه المادة في ازمة كورونا قبل فسادها ويدفعون الناس لاقتناء أكثر من حاجتهم، لهذا على المواطن العادي أن يفكر بعقله قبل بطنه وان لا يسير خلف الإشاعات لأن كل المواد التي قالوا انها مفقودة متوفرة وندرتها جاءت بسبب الإشاعات وتصديق المواطن للإشاعة واقتناءها بأكثر من حاجته فخلق بذلك الندرة لنفسه دون أن يشعر، وكمسلمين وجب ان يكون رمضان لنا أولويته عبادة وطاعة وليس ما لذ وطاب من أكل وشرب، فمن غير المعقول أن يتحكم في شعب سماسرة الجشع، والصراحة علينا ان نعترف بأننا ما زلنا تحت المستوى ولو كنا حقا في المستوى حين نسمع بندرة المواد نأخذ أقل من حاجتنا الطبيعية حتى نحقق هدفين، أولا القضاء على الندرة وثانيا ترك ما يحتاجه الآخرين وهكذا الكل يأخذ حقه، ولكن ما دام أن أهل الجشع والطمع والمضاربين يمكنهم تسييرنا من بطوننا فابشروا بأزمة الحليب والزبدة والسميد والبسة العيد وحتى كبش العيد.