ليبيا/اغتيال محمود الورفلي: هناك محاولات للتشويش على مسار البناء المؤسساتي في البلاد
أدرج الباحث الليبي المختص في الشؤون السياسية والاستراتيجية، محمود إسماعيل الرملي ، السبت، اغتيال الضابط محمود الورفلي، المطلوب من الجنائية الدولية، في خانة “محاولة بعض الأطراف التشويش على مسار البناء المؤسساتي في ليبيا” بعد استلام حكومة الوحدة الوطنية الجديدة بقيادة عبد الحميد الدبيبة مهامها والشروع في توحيد المؤسسات.
وقال محمود اسماعيل الرملي، في تصريح ل/وأج، أن ليبيا تمر “بمرحلة سياسية وأمنية مفصلية بعد شروع رئيس حكومة الوحدة الوطنية الجديدة، عبد الحميد الدبيبة في توحيد مؤسسات الدولة، ما نتج عنه إنهاء وجود حكومة عبد الله الثني في الشرق الليبي، وحكومة فايز السراج، التي بقيت خمس سنوات بعد أن تم اختيارها لعام واحد”.
وأضاف المحلل السياسي الليبي أن أكبر التحديات التي تواجه أي “تغيير”، خاصة في دولة مثل ليبيا تتخبط في الفوضى منذ العام 2011، هي “مقاومة هذا التغيير و “التشويش عليه من قبل بعض الجهات، التي ترى أنه يهدد وجودها و يستهدف مصالحها”.
ويرى السيد الرملي أن عملية اغتيال الضابط محمود الورفلي بعد تعرض سيارته لهجوم في مدينة بنغازي شرق ليبيا هي “محاولة لضرب استقرار ليبيا، و الجهود الرامية للحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار، خاصة مع التأكيد على التسريع في عملية إخراج المرتزقة الأجانب من ليبيا، وإجراء الانتخابات العامة في آجالها الزمنية المحددة قبل نهاية العام الجاري”.
ولفت في سياق ذي صلة، إلى أن من أكبر التحديات، التي تواجه حكومة عبد الحميد الدبيبة، اليوم هو” قدرتها على فتح تحقيقات في مناطق نفود حفتر بعد أن استلمت المهام من حكومة الثني، وإنهاء المرتزقة وإصلاح قطاع الكهرباء وإجراء الانتخابات في ديسمبر القادم، للوثوق بالسلطات والعملية السياسية”، منبها إلى أن “الأجسام الموجودة حاليا لن تقبل بسهولة إجراء انتخابات، لأنها ترى أنها منتخبة، رغم أنها أجسام ميتة سريريا إلا في استلام مرتباتهم”.
ونعت “القيادة العامة للجيش الوطني الليبي”، مساء الأربعاء، الرائد في قوات الصاعقة محمود الورفلي، الذي اغتيل بوابل من الرصاص في بنغازي يوم الأربعاء.
وذكرت مصادر عسكرية أنه “تم استهداف سيارة الورفلي أمام جامعة العرب الطبية في بنغازي، مما أسفر عن مقتل اثنين من مرافقيه وإصابته إصابة بالغة تم نقله على إثرها إلى مستشفى 1200 ببنغازي ليتوفى بعد وصوله بدقائق متأثرا بجراحه، كما أكدت ذات المصادر إصابة شقيقه في الهجوم.
وكان الورفلي يرأس كتيبة تتبع القوات الخاصة “الصاعقة” الليبية منذ فترة ومعروف أنه “ضابط الإعدامات في قوات خليفة حفتر”، حسب نفس المصادر، وصدر أمر اعتقال له من قبل المحكمة الجنائية الدولية لكن لم يتم اعتقاله حتى اغتياله.
وأكد الناطق باسم القوات الخاصة “الصاعقة”، ميلود الزوي، أن شقيق محمود الورفلي أصيب في الهجوم ونقل إلى العناية المركزة وهو في حالة صحية حرجة.
وكانت الجنائية الدولية قد طالبت مراراً بتسليم الورفلي بعد ظهوره في “مقاطع الإعدام” المعروفة.
بدورها، أدرجت وزارة الخزانة الأميركية ، الورفلي في ديسمبر 2019، على قائمتها الخاصة بالعقوبات، متهمة إياه بارتكاب “انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان”.
وكانت الجنائية الدولية قد أصدرت في الـ 15 أغسطس 2017، مذكرة اعتقال بحق الورفلي، متهمة إياه بارتكاب “جرائم حرب في 6 عمليات إعدام دون محاكمة، قتل خلالها أكثر من 33 شخصا في مناطق مختلفة من مدينة بنغازي”.
وقالت في بيان حينها أن الورفلي “صور في 24 يناير 2018، وهو ينفذ عملية إعدام جماعي لعشرة معتقلين في بنغازي بعد أن أطلق النار على كل محتجز في رأسه واحدا تلو الآخر”.
وفرض الاتحاد الأوروبي، في سبتمبر 2020، عقوبات على الورفلي رفقة شخص آخر وثلاثة كيانات، بسبب “انتهاكات لحقوق الإنسان” في ليبيا.