جماعة تركيا سلموا لنا على الحرية

بعد أن قررت أنقرة ردم الهوة بينها و بين القاهرة و النظر إلى مصلحتها التفتت إلى المعارضين هناك و خاصة الذين سكنوا في القنوات الفضائية و شنوا حربا شعواء ضد الرئيس  المصري ونظامه، و شرعت في لجم الأصوات المعارضة بل و بدأت أنقرة تهددهم بالترحيل و حتى بإلغاء الإقامة و إيقاف معاملات الذين طالبوا بالجنسية التركية من المعارضين العرب و فيهم حتى جماعة من الجزائر، العبرة من هذا الدرس لكل معارض يعتقد أنه يقف في بلاد المنفى على أرض صلبة ان لا يضع بيضه كله في سلة واحدة و ان يفرق جيدا بين كونه معارض و كونه خائن، و مع الأسف وصل بعض من المعارضين إلى مرحلة لم يعد فيها يفرقون بين معارضتهم الأنظمة و خيانتهم لأوطانهم، و يحضرني هنا حادثة تاريخية معبرة عن جنرال الماني فر نحو بريطانيا و طلب اللجوء خلال الحرب العالمية الثانية، فأعتقدت السلطات البريطانية انها عثرت على صيد ثمين فطلبت منه ان يقدم لها كل المعلومات حول ألمانيا، فما كان رده سوى أنه ضد نظام بلاده و لكنه لن يخون وطنه و رغم محاولته العودة إلى ألمانيا و مواجهة الموت هناك إلا أن بريطانيا لم تسمح له بذلك و قامت بتعذيبه من أجل تقديم معلومات إلا أن الرجل بقي وفيا لوطنه رغم اختلافه و معارضته لنظام هتلر.

اليوم مع الأسف الكثير من المعارضين حولوا معارضتهم إلى خيانة و في الأخير ها هي النتيجة بعد أن طلبت منهم تركيا التي فروا إليها من أجل الحرية التخلي عن حريتهم و الصمت و عدم بث برامج ضد النظام المصري و ضد دول الخليج، و ما على قنوات المعارضة هناك سوى الاستعانة بأشرطة عالم الحيوان و سلسلة توم و جيري و ملء الفراغ الذي ستتركه البرامج التلفزيونية التي كان أصحابها يعتقدون أنهم سيصبحون على قدم المساواة مع الاتراك وتوفر لهم تركيا أردوغان الحماية مقابل العمالة، و البون شاسع جدا بين ان تكون معارضا و خصما شريفا لنظام غير شريف و ان تكون عميلا لنظام ترى انه غير شريف، و أحيانا لا النظام و لا المعارضة يكونوا اهلا للشرف بعد أن صارت تركيا و أنظمة الغرب يستغلون هذا وذاك لمصلحتهم و فقط و لا يهمهم لا حقوق انسان و لا حرية و لا ديمقراطية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى