الربيع الغربي في الشتاء
بعد أن استمتعت أوروبا و الدول الغربية ردحا من الزمن بما أطلق عليه الربيع العربي، يأتي الآن الدور على شعوب القارة العجوز لاطلاق ربيعها في الشتاء القادم،
ربيع في الصقيع ملامحه بدأت تتشكل منذ الان من خلال تحركات برلمانية في ألمانيا تطالب بإعادة النظر في موقف حكومة شولز من روسيا، و بوادر ايضا في باريس من خلال بداية احتجاجات تقودها أحزاب المعارضة التي رفعت مطالبها إلى السقف منذ البداية،
و طالبت باستقالة إيمانويل ماكرون، أما قي بلاد الملكة الراحلة فإن الإنجليز الذين لا يستقر لهم مزاج فقد شرعوا في طرد الأوكرانيين اللاجئين من منازلهم و انتهى بالنسبة لهم موسم السياحة و الضيافة، بعدما تحولوا من لاجئين إلى أناس غير مرغوب فيهم،
و بالنسبة للحكومة الجديدة ربما حان الوقت للنظر في مصالح الإنجليز أولا و آخرا، أما مدريد التي ورطها رئيس حكومتها مع الجزائر فيترقب شعبها الشتاء القادم و ما يمكن ان يقرره بوتين،
و في ايطاليا حفظ الساسة هناك الدرس جيدا منذ تخلت عنهم دول الاتحاد في جائحة كورونا و استبقوا ربيع شعبهم الشتوي بتحديد مصالح ايطاليا أولا لهذا هبوا نحو الجزائر مستغلين غباء سانشيز ليستثمروا فيه و التجارة كما يقال شطارة لا ينفع فيها اتحاد أوروبي أو مصير مشترك،
و في ظل كل هذا تترقب الشعوب الأوروبية ما يسفر عنه الشتاء من تقلبات في الطقس البارد و ما تسفر عنه قرارات السياسة و ما سيقرره بوتين ان كان سيمنع أي سنتيمتر مكعب من الغاز على أوروبا، أو يذيقها ريحه مترا مكعبا بمتر، في لعبة يشد بها اعصاب الشعوب الأوروبية و الحكومات،
بعدها ربما ستستريح الشعوب في ليبيا و اليمن و سوريا و لبنان لتتفرج على ربيع ساخن في شتاء بارد درجات الحرارة فيه تصل إلى تجميد بلدان و حرق حكومات في قارة علمت من ظلمها كل القارات.