من الفساد إلى الفساد

كشفت وسائل إعلام في الأيام الأخيرة عن انزلاقات خطيرة تخص المجمعات الصناعية التي تم سجن أصحابها، فبعد أن تم توكيل متصرفين إداريين في تسيير هذه المجمعات الاقتصادية من أجل ضمان قوت العمال و الموظفين و تسيير عجلة الاقتصاد وجد آلاف من عمال هذه الوحدات أنفسهم بلا أجور و بعضهم صاروا في عداد البطالين.
الأغرب في هؤلاء الذين أوكل لهم السهر على هذه الأمانة أنهم أعطوا لأنفسهم الحق في وضع أجر شهري و صل إلى أرقام فلكية لن يحققها عامل بسيط في هذه المجمعات و لو في عقد من الزمن،
هذا الفساد بعد الفساد الذي كان دفع المصالح المختصة لفتح تحقيقات كبيرة و إيقاف الكثير من المتصرفين الاداريين الذين أوكلت لهم الدولة الحفاظ على الأمانة لكنهم اعتقدوا أن الدولة فتحت لهم مغارة علي بابا لياخذوا منها ما خف و ثقل حمله دون أن يحاسبهم أي كان،
و الظاهر ان هذا النوع من المسيرين قد الفوا العيش في (قهوة عمي موح اشرب و روح)، و في الوقت الذي كان المتصرف الإداري الذي يقبض الشيء الفلاني شهريا حيث وصل أجر البعض منهم الذي حددوه هم أنفسهم إلى ربع مليار سنتيم يعاني عمال المجمعات مثل مجمع حداد الذي لم يقبض عماله خاصة في الجريدة التي يملكها حداد أجورهم لأكثر من سنة، فهل هو الفساد بعد الفساد، أو تراه هو شعار من الفساد إلى الفساد؟ .
الظاهر ان من تم تعيينهم لتسيير هذه المجمعات يعتقدون أن هذا المال مال سايب بما ان ملاكه حصلوا عليه بالنهب و السلب ما جعل نهايتهم في السجون، لذا لا حرج عليهم ان اغترفوا منه و أخذوا بدل الدينار مليار اعتقادا ان السلطات ستغض الطرف عنهم، و عليه فإن كل من تثبت عليه تهمة تبديد الأموال بعد التبديد الذي كان على السلطات الحاقه بسجن الحراش مع الشلة، بما انه لا يفرق بين الأمانة و ( البْحيرة السايبة)